lundi 31 août 2020

استضعفوك فوصفوك ... هلا وصفوا شبل الأسد ؟

مرِض الفيلسوف أبو العلاء المعري مرضاً شديداً ، فوصف له الأطباء أكل لحم الدجاج فامتنع لأنه كان نباتياً ، ولكنهم ألحوا عليه حتى أظهر الرضا ، فلما قُدِّم إليه لمسه بيده فجزع وقال : " استضعفوك فوصفوك ... هلا وصفوا شبل الأسد ؟! . ثم أبى أن يأكله .

لقد تطلبت مناعة أبي العلاء المتدهورة لحماً مفيداً كلحم الدجاج ، ولأنه سهل التوفر مستيسر ذبحه بخلاف لحم ابن الأسد قَـدَّمه الأطباء على أنه وصفة علاجية لمرضه ، فجاءت كلمة " وصفوك " في مقولة أبي العلاء للدلالة على كلمة " وجدوك مناسباً لحاجتهم " .

إن مقولة أبي العلاء تنطبق على جوانب حياتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها ، فالضعف يجعلك لقمة سائقة في فم غيرك ، والظالم لا يتجرأ على المظلوم حتى يرى ضعفه ، وهذا ما سأستميح به عقلك نقاشاً اليوم .

إن الشر جزء منا ، فالبيولوجيا التي ولدنا مزودين بها تحمل في طياتها شراً ، ولكنها تبقى حبيسة النفس حتى يأتي ما يفجرها فتخرج في تصرفاتنا ، ولعل أبرز ما يُخرج ما في الإنسان من شر هو السلطة ، أو قل منحه الكلمة الأعلى وزمام التصرف .

في تجربة سجن ستانفورد المشهورة التي أجراها عالم النفس فيليب زيمباردو اختار 24 طالباً سليمين عقلياً ولا يعانون من أمراض أو اضطرابات نفسية ، وقسمهم 12 يمثلوا دور الحراس و 12 يمثلوا دور المساجين ، في سرداب جامعة ستانفورد الذي حولوه إلى سجن .

أخبر القائمين على التجربة الطلبةَ الذين سيمثلون دور السجانين أن لهم السلطة التامة في زجر وتعذيب المساجين بما يرونه مناسباً للتحكم بهم ، وهم حتماً معفيين من المساءلة القانونية ، وبعد أن اقتاد السجانون المساجين من بيوتهم مكبلين وأودعوهم السجن خلف القضبان مارسوا عليهم شتى أنواع الإهانة والتعذيب والعنف ، بل إن السجانين الذين كان يجب أن تنتهي دوريتهم في الحراسة ويرتاحوا أعطوا ساعات إضافية من العمل والحراسة دون مقابل ، فقط وفقط ليمارسوا صلاحيتهم وسلطتهم في تعذيب المساجين ، رغم أن المساجين تعذبوا كثيراً وجرحوا دون ذنب في الواقع ، إلا أن ذلك لم يردع السجانين من تعنيفهم .

ومن هول ما رأى القائمين على التجربة من وحشية السجانين - الذين كانوا أكثر سلاماً ولطافاً قبل منحهم السلطة - أوقفوا التجربة قبل أوان انتهائها بكثير خوفاً من أن يفقد أحد المسجونين حياته آناء التجربة .

وقال عالم النفس فليب معقباً على التجربة : لا شيء يُخرج الشر في الإنسان مثل منحه السلطة .

وأنقلك سيدي القارئ إلى صفحات أخرى من علم النفس ، إلى تجربة شهيرة أخرى أقامها عالم النفس الاجتماعي السيد ستانلي ميلغرام ، إذ يقوم المتطوعين للتجربة بدور المعلم (وهم بشر أصحاء نفسياً أيضاً) فيدخلون إلى غرفة الاختبار فيكون في الغرفة المجاورة لهم شخصاً من ضمن القائمين على التجربة يتظاهر بأنه الطالب الذي سيُسأل بعض الأسئلة كلعبة تدور حول الذاكرة والتعلم .

ويقول القائمون على التجربة لمن أخذ دور المعلم : سَل الطالب وإن أخطأ فهذه الأزرار عندك فاصعقه بالكهرباء تدريجياً ، فالسؤال الخطأ الأول 50 فولت حتى تصل تتابعاً إلى 450 فولت ( وهذا المستوى من الفولت كفيل بقتل كلب فوراً وقد يلحق أضراراً بليغة بالإنسان ) .

لقد توقع كثير من العلماء في جامعة (ليل) التي تقام فيها التجربة أن عدد الطلاب الذين سيصلون لأقصى مدى من الصعق هم واحد من كل ألف طالب فقط .

وعندما تبدأ التجربة يختار الطالب عمداً الإجابة الخاطئة ، فيقوم المتطوع بدور المعلم بصعقه ، وبعد تخطي المئة وخمسين فولت يتظاهر الطالب بالتعب الشديد والألم فيخبر المعلم أنه يعاني من أمراض القلب .

وعندما يستفسر المعلم من القائمين على التجربة حول الوضع وما عليه فعله يُخبرونه بضرورة استكمال التجربة ، ويُطالبونه بإتباع الأوامر الموجهة له وصعقه إن أخطأ .

تستمر التجربة ويستمر الصعق حتى تنقطع أنفاس الطالب ، فيطلب القائمين على التجربة من المعلم أن يستمر في الأسئلة وإن لم يجاوب الطالب خلال عشرين ثانية فإنه يصعق أيضاً .

و لك أن تتخيل أن 60٪ من الطلبة وصلوا لأقصى مراحل الصعق (450 فولت) رغم معرفتهم أن هذا قد يقتل الطالب الذي بالأساس يُعاني من أمراض القلب إلا أنهم اتبعوا الأوامر الموجهة إليهم .

يمكننا القول أننا البشر مزودون بيولوجياً بالشر الذي قد يدفعنا للظلم إن أُتيحت لنا الفرصة ، وإننا أيضاً قد نحب الانصياع للأوامر ونستلطف ثقافة القطيع الذي يقوده قائد فنُسَلِّم لذلك القائد ليفعل ما يشاء ، للأسف هذا شيء نحن عليه .

وما إن يجتمع ذوي السلطة مع الطائع يكون الظلم ....

إن حياتنا تعج وتضج بالأمثلة التي يأتي فيها المتسلط فيستضعف الطائع بحجة القانون أو الدين وغيرها ، فيمتطي ظهر الطائع ويذيقه ألوان العذاب ، وقد يشعر بعض المظلومين بالظلم حقاً ، ولكن المصيبة الكبرى أن أغلب المظلومين يتقبلون ظلم الظالم طوعاً ، بل يرونه محقاً في ظلمه واستضعافه لهم .

وسأكتفي بمناقشة مثال الدين .

في عصر نبي الله موسى عليه السلام جاء رمسيس الثاني (فرعون) حاكماً لمصر ، وإن كنت تعتقد أن فرعون لم يكن محبوباً في مصر فأنت حقاً لم تقرأ التاريخ ، إن شعب مصر كان مغرماً جداً برمسيس الثاني ، فهو إلههم الذي يمدحه الكهنة .

ببعض الحجج الواهية من فرعون استضعف قومه فأصبح متسلطاً عليهم ذا نفوذ لا تقارع ، وذلك قول الله تعالى : { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ، أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ، ..... فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } .

تأمل الآيات وتدبر ... إن فرعون كان يقول للناس ما بالكم حمقى أغبياء أ لا تبصرون أني الحاكم عليكم وأجري الأنهار بأمري ، أنا خير من موسى هذا الفقير الذي لا سلطة له ويتلعثم في كلامه .

وبين سلطة الحكم والدين والتشكيك بعقل المعارض استخف فرعون قومه فأحبوه وأطاعوه وكرهوا موسى وحاربوه ولو استطاعوا لقتلوه .

وليس عجيب أن يدعي فرعون الإلوهية ، بل العجب كيف اتبعه وصدقه غالبية شعب مصر ؟!! إلى هذا الحد يحبون الإتباع ؟!!

وينقل التاريخ قصة أدهى وأمر رواها سنوحي طبيب فرعون وملخصها أن فرعون ذات مرة طلب من الوجيه إخناتون أن يعطيه كل ما يملكه حتى زوجاته ، فقَبِل إخناتون ذلك حباً ، إلا أنه طلب من الفرعون أن يبقي له داره وشيئاً من المال يستعين به ، فغضب الفرعون من طلبه وأمر بقطع يديه ورجليه ليكون عبرة لغيره .

ويقول سنوحي : عالجت الرجل وتمكنت من إنقاذ حياته ، ومات فرعون غرقاً بعد ذلك ، وحضرت مراسم الدفن وكان الكهنة يلقون الخطب في تمجيد الفرعون وحبه لمصر وللمصريين وكانوا يثنون على عدله ورحمته بشعبه ، وسمعت الحاضرين يجهشون بالبكاء وسمعت أحدهم يبكي أكثر منهم بكثير فالتفت لأرى من هو ففوجئت أنه إخناتون ذلك المعوق الذي جاء مشدوداً على ظهر حمار لا يقوى على الحركة ، ولما رآني مندهشاً لما أراه منه قال بصوت مرتفع : لقد كان فرعون على حق فيما فعله بي لأنني لم أستجب إلى أوامر الإله وهذا هو جزاء كل من يعصي الإله الذي خلقه وأحبه وأي سعادة أعظم للمرء من أن ينال جزاء أعماله الذي يستحق على يد الإله لا على يد غيره .

إن استخفاف فرعون بعقول الناس وتمكنه من السلطة الدينية والدنيوية ومدح الكهنة له جعل الناس تعشق إتباعه إلى حد العمى ، ورغم الظلم الذي مارسه إلا أنه كسب قلوب شعبه .

واليوم في أمر دين ... عامة الناس مساكين لا يريدون إلا السلامة في الدين والجنة ، ونظراً لقلة معرفتهم بأمر الدين يلجئون لعلماء الدين فيطيعوهم .

هذه الحاجة مكنت علماء الدين من السلطة الدينية وجعلتهم مقصد الناس ، وشئت أم أبيت إن السلطة تخرج ما في الناس من سوء ، فكما قال الإمام علي عليه السلام : ‏ مَا أَرَى شَيْئاً أَضَرَّ بِقُلُوبِ الرِّجَالِ مِنْ خَفْقِ‏ النِّعَالِ‏ وَرَاءَ ظُهُورِهِم‏ ( يقصد التسلط وكثرة الإتباع ) .

واستخفاف العقول باسم السلطة الدينية الذي مارسه فرعون يفعله علماء الدين اليوم ، فكما يقول علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري : رأيت ذات يوم رجلاً من العامة يستمع إلى خطيب وهو معجب به أشد الإعجاب فسألته : ( ماذا فهمت ؟ ) أجابني وهو حانق : ( وهل أستطيع أن أفهم ما يقوله هذا العالم العظيم ! ) . (صـ167 )

نعم فعلاً ... إن كثيراً من الناس اليوم يرون نفسهم أقل من علماء الدين وليسوا أهلا لِفهمه ، لذلك ضَـعَّفوا عقولهم أمامهم ومكنوهم من قيادتهم والتحكم بهم ، بل نشر العلماء في الأوساط الدينية مؤخراً دعوى غريبة تقول لا يحق لعامة الناس سؤال علماء الدين عن دليل الحكم الشرعي من القرآن أو الحديث وكل ما عليهم هو سؤالهم عن الحكم لأنهم غير مؤهلين لفهم الأدلة .

(( https://youtu.be/nLgCbJcwCyg ))

وهذه الدعوى تعني تحقير الذات والعقل معاً ، والعجيب أن الدين ذاته يدعوا لغير ذلك ، لكن السوء الذي عشش في كثير من علماء الدين دعاهم لقول ذلك ، فكما ورد بالحديث عن أبو جعفر (عليه السلام) أنه قال : إذا حدثتكم بشيء فاسألوني أين هو من كتاب الله تعالى ، ثم قال إن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) أنهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال فقيل له يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أين هذا من كتاب الله ؟ فقال : إن الله تعالى يقول { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } . (الكافي) الباقر إمام ويُسأل عن الدليل وعلماء اليوم لا يُسألون ؟!!!

إن قبولنا بأن نكون أقل من غيرنا أو قبولنا أن نكون أضعف منهم يسمح لهم بالتسلط علينا وإضعافنا وبالتالي ظلمنا ، وخير أداة لتسويق الظلم وتحبيب المظلوم بظلم الظالم هي الدين والسياسة والعقل .

فكم من حاكم هتك شعبه بحجة الغاية تبرر الوسيلة ؟! و كم من رجل ظلم زوجته بعذر الرجال قوامون على النساء ؟! و كم من أب ظلم ابنه بحجة أنه أفهم منه بأمور الدنيا ؟! كم وكم ؟!

إن لم تكن أنت موسى ولا ترى نفسك أقل من فرعون فلا خير في الحياة بضعف ، لا تركن إلى من لا يحترم عقلك ويراك أقل منه ، إن مجرد قبول أن تكون أدنى من غيرك فأنت تسلمه زمام رقبتك ليقودك ، كن سيد رأيك حاكم عقلك ، لا تدع غيرك يقرر مصيرك ويتحكم بأفكارك ، لا تسمح لكائن من كان بأن يمتطي ظهرك ، لا تضعف أمام غيرك .

و سأخبرك سراً ... إن هذا الظالم الذي يحاول التكبر والتسلط عليك واستخفاف عقلك ، ليس أفضل منك ، بل إنه حقاً دونك ، وإنه مشوه نفسياً ، وأحمق وغبي ، فالإمام الصادق عليه السلام يقول : ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه . ( الكافي ) ويقول الإمام الباقر (ع) : ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك . (كشف الغمة)

كن أنت موسى (ع) فما فرعون إلا أحمق دونك .

 

dimanche 28 juin 2020

flasher telephone condor pgn 201 et plus

Voici comment flasher un téléphone condor.

Télécharger:   CECI

Ouvrer le dossier et cliquer sur flash-tool, importer le fichier :
GIONEE60A_11B_BB , si ce n'est fait automatiquement comme ceci :



Enlever la pile de votre telephone, puis remettez la, brancher le cable USB, désigner le port USB, cliquer sur Download. Comme sur la vidéo suivante: Merci à SAMI TUBE